_E0A2942.JPG

وقفة تضامنية في اليوم العالمي لمنع الافلات من العقاب

لمناسبة الذكرى الخامسة لليوم العالمي لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين الموافق اليوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والذي اقرته الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها الثامنة والستين المنعقدة في عام 2013، نظم مكتب اليونسكو في بيروت ومجموعة من الجمعيات التي تعنى بحرية الرأي والتعبير في لبنان والمنطقة العربية: مؤسسة مهارات، مركز الخليج لحقوق الإنسان، مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز"، مارش، سميكس، مؤسسة مي شدياق، منظمة اعلام للسلام- ماب وقفة تضامنية وذلك عند الساعة العاشرة والنصف من اليوم الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في مكتب اليونسكو الاقليمي في بئر حسن. وتضمن النشاط كلمات المنظمين وعرض لواقع الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق مجموعة من الصحافيين في المنطقة العربية تم قتلهم او إخفاءهم في السنين الماضية في كل من سوريا، العراق، اليمن ولبنان.

هدفت هذه الوقفة التضامنية الى توجيه الأنظار حول المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحافيون وهم يؤدون عملهم الصحافي السلمي في المنطقة، ورفع الصوت الى الحاجة الماسة لتعزيز حمايتهم وأمنهم.

كما هدف النشاط الى تجديد الدعوة للجهات المعنية كافة، الى إيجاد آليات جدية تنهي وبشكلٍ حاسم حالات الإفلات من العقاب في الجرائم ضد الصحافيين في كل بلدان منطقتنا.

وفي هذه المناسبة، ابدى المنظمون قلقهم العميق، من ارتفاع نسبة هذه الجرائم التي ترتكب بحق الصحافيين والمهنيين من العاملين في وسائل الإعلام المختلفة، لاسيما الذين يعملون في مناطق الحرب والنزاعات، وبقاء مرتكبيها دون ملاحقة قضائية حقيقية.

كما طالبت الجهات المنظمة للنشاط، الحكومات المسؤولة وغيرها من الجهات المعنية على العمل الحثيث من اجل ان يحاسب اولئك الذين ارتكبوا تلك الجرائم ضد الصحافيين. وألا يبقى مرتكبو هذه الإنتهاكات مجهولي الهوية. وكذلك طالبت الجهات المنظمة للنشاط كافة المعنيين أن يوفروا كل حماية ممكنة للصحافيين في هذه البلدان وغيرها من اجل ان يقوموا بعملهم الصحافي على أكمل وجه.

كلمات المنظمين

ألقى المنظمون كلمات شدّدوا فيها على واقع الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين في المنطقة العربية، وأعربوا عن قلقهم من ارتفاع نسبة الجرائم التي ترتكب بحق الصحافيين والمهنيين من العاملين في وسائل الإعلام المختلفة، لاسيما الذين يعملون في مناطق الحرب والنزاعات، وبقاء مرتكبيها دون ملاحقة قضائية حقيقية. ودعا المنظمون إلى ضرورة تضافر الجهود من قبل الحكومات والمؤسسات الإعلامية لحماية الصحافين من جهة، ولملاحقة مرتكبي الجرائم والمتورطين فيها وتبيان أسمائهم من أجل ردعهم عن ممارسات ممثالة من جهة ثانية.

مكتب اليونسكو الاقليمي

أكد جورج عواد مسؤول برامج الاتصال والمعلومات في مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت على اهمية تضامن المؤسسات والجمعيات التي تعني بحرية الرأي والتعبير لتسليط الضوء على اليوم العالمي لمنع الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين. "من الضروري ان نضغط على الحكومات ومرتكبي الجرائم بحق الصحافيين لخلق بيئة حاضنة وآمنة لعمل الصحافيين".

واقتطف عواد مقاطع من رسالة مكتوبة لإيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لليونيسكو، ناشدت فيها "بمناسبة الدول الأعضاء أن تبذل كل ما بوسعها لتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة، من خلال وضع وتعزيز القوانين والآليات اللازمة المتوافقة مع القانون الإنساني الدولي والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة". وأهابت بوكوفا في رسالتها "وسائل الإعلام والمجتمع المدني وأجهزة الشرطة والهيئات القضائية إلى تعزيز الجهود المبذولة للوقاية من العنف الذي يستهدف الصحافيين ومقاضاة مرتكبي الاعتداءات عليهم".

مؤسسة "مهارات"

واشارت المديرة التنفيذية لمؤسسة "مهارات" رلى مخايل ان هذا اليوم العالمي للتذكير مخاطر الافلات من العقاب للجرائم المرتكبة ضد الصحافيين الى رفع الوعي حول هذه المسالة التي لها تاثيرات كبيرة على حرية الرأي والتعبير وحرية الوصول الى المعلومات وتقديمها الى الرأي العام.

واضافت مخايل "خلال تعاوننا مع اليونسكو وثقنا في دراسة مرجعية تحت عنوان مئة عام بالحبر الاحمر لتاريخ طويل في لبنان حول الافلات من العقاب لقتلة الصحافيين منذ ما قبل الاستقلال الى اليوم، كيف ان كل هذه الجرائم التي كان المجرم او الشبهات حول المرتكبين معروفة، الا انه لم يتقدم سير التحقيق قضائيا بأي من الجرائم ولم يمثل احد امام المحكمة ولم يصدر اي حكم من شانه ان يشكل رادعا من التمادي في استهداف الصحافيين واسكاتهم".

وأكدت مخايل انه "نحن في عملنا اليومي لا نعد فقط الارقام ونوثق قضايا، انما نتعامل مع قصص زملاء ورفاق نعرفهم ونعرف معناة اهلهم وعائلاتهم، كما نحن نعرف وندرك اثر الافلات من العقاب على العمل الاعلامي الذي يحاول تامين الحماية الذاتية له عبر زيادة الرقابة الذاتية كلما ازداد الضغط والتهديد وعدم الشعور بالامان اثناء ممارسة المهنة".

وختمت مخايل مطالبة بأن تفي الدولة بالتزاماتها في تعزيز اوضاع حقوق الانسان وفي حماية الافراد ومنهم الصحافيين وكذلك في المساهمة في كشف الحقائق وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين الى المحاكمة.

مركز الخليج لحقوق الانسان

قال مدير مركز الخليج لحقوق الانسام خالد ابراهيم ان حرية الصحافة في المنطقة العربية تعاني من خطر، خصوصا ان الصحافيين هنا لا يتمتعون بالحد الادنى من الحماية. فالصحافة المستقلة محاربة، وهناك العديد من الزملاء الصحافيين في السجون. "نحن نناشد الحكومة العربية بإحترام حرية الصحافة التي هي اساس في بناء الدولة".

واضاف ابراهيم ان "المؤسسات المعنية بحرية الرأي والتعبير ساهمت بقدر استطاعتها بحماية الصحافيين من خلال دورات تدريبية تساعدهم على حماية انفسهم ولكن هذا لا يكفي، اذ ان على الحكومات والمؤسسات الاعلامية دور كبير في حماية الصحافيين خصوصا في مناطق النزاع".

 "سكايز"

وقالت وداد جبور من "سكايز" انه "مع بداية الاسبوع، وعلى مشارف اليوم العالمي لانهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، يقتل المصور الصحافي الكردي اركان شريف طعنا بالسكاكين، جنوب مدينة كركوك. هذه الحادثة الخطيرة، تأتي ضمن مسلسل طويل من استهداف الصحافيين حيث ان اهم سبب لاستمرار هذا المسلسل يتمثل بغياب المحاسبة والافلات من العقاب في عدد كبير من الاعتداءات".

أضافت: "ان دورنا ومهمتنا الاولى كمؤسسات حقوقية ومجتمع مدني، تسليط الضوء على كل تلك الانتهاكات والجرائم وتشكيل آليات ضغط على الحكومات لحثها على كشف الاطراف المشاركة في اي اعتداء ومعاقبة المرتكبين مهما علا شأنهم. كذلك ومن خلال عملنا في مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)، نشهد يوميا واقعا مريرا من الانتهاكات ضد الصحافيين والتي نقوم بتوثيقها، من قتل وضرب واعتقال واحتجاز غير قانوني وخطف ومصادرة معدات واقتحام مؤسسات اعلامية. وهنا نأتي اهمية تسليط الضوء على تلك الانتهاكات وادانتها علنا امام العالم اجمع، لتكون بداية طريق للمحاسبة والعدالة".

 "مارش"

واعتبر جينو رعيدي من جمعية "مارش" ان وضع لبنان فيما يتعلق في الحريات في تدهور بسبب الانتهاكات المرتكبة بحق الصحافيين والصحافيين المواطنين، حيث الاعتقالات الاستناسبية والاستدعاء للتحقيق على خلفية تعليقات واراء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد رعيدي على ان السلطات اللبنانية يجب ان تحمي الحريات، "نتمنى ان يؤثر الضغط الذي تمارسه المؤسسات والجمعيات المعنية بحرية التعبير على السلطات اللبنانية ليبقى لبنان ملاذا لحرية الرأي والتعبير في المنطقة العربية".

 "سميكس"

اكد محمد نجم مدير منظمة "سميكس" على اهمية مبادرة منع الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين. وناشد نجم السلطات في الدول العربية بإحترام حق الصحافيين بإستخدام اي ادوات برمجية تساعدهم في البحث والحفاظ على الخصوصية والتعبير عن ارائهم.

مؤسسة "مي شدياق"

ولفتت المسؤولة الاعلامية في مؤسسة "مي شدياق" سندريلا عزار الى ان اللقاء بمناسبة اليوم العالمي لانهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين مهم لإيصال رسالة تضامن من القلب لكل صحافي تعرض لمحاولة قتل او للاغتيال بكل أنحاء العالم وتم انتهاك حقوقه بكل الوسائل.  "مع بالغ الاسف، عاما بعد عام، يزيد التعرّض للصحافيين حول العالم، ويتمكن المجرمين في كثير من الاحيان الافلات من العقاب. وحسب أرقام كل المنظمات الحقوقية المدافعة عنالصحافة، يتبيّن بوضوح الارتفاع الكبير الانتهاكات بحق الصحافيين".

واشارت عزار الى ان يد الاجرام لا تستثني احد، حتى السيّدات الصحافيات ممكن ان يكونوا هدفا ضمن سلسلة الاغتيلات. وأخيراً، تعرّضت الصحافية دافني كاروانا من مالطا للاغتيال لأنها لم تقبل السكوت عن الفساد.

 منظمة اعلام للسلام- ماب

وأكد كنعان فاخوري من جمعية العام للسلام-"ماب"، أنه "لا يمكن لصحافيي السلام ان يقبلوا على ممارسة مهنهم والسعي للكشف عن المعلومات وتقصيها، في بيئة لا تجد رادعا في قمع اقلامهم واصواتهم، وتنال دون تردد من حيواتهم، وسط شبه شلل قضائي في ملاحقة ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات التي تطالهم"، مطالبا "المجتمع الدولي وعلى رأسه الامم المتحدة والدول الاعضاء فيها، بتكثيف الضغط على الحكومات لاخذ مسألة العقاب على الانتهاكات بجدية اكبر ومكافحة الافلات منه".

كما طالب ب"إحالة الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين في المناطق التي تشهد حروبا، والتي يمكن اعتبارها جرائم حرب في القانون الدولي، الى المحكمة الجنائية الدولية، والحث على الافراج الفوري وغير المشروط عن الصحافيين وموظفي وسائل الاعلام والافراد المرتبطين بها الذين اختطفوا او اخذوا كرهائن في حالات النزاع المسلح".

وشدد على "توسيع نطاق حماية الصحافيين لغير المحترفين مثل المدونين ومستخدمي الانترنت، في اوقات السلم خارج حالات النزاع المسلح، وضرورة اتخاذ التدابير الرامية الى حماية وضمان سلامة الصحافيات والاعلاميات خلال تأديتهن لاعمالهن، والنظر في البعد الجنساني خلال تواجدهن في بعض المناطق".