c9fcc938-b92c-4175-b9d8-22d20ae7afa9.jpg

افتتاح مؤتمر "ديمومة الإعلام الرقمي" الدولي في بيروت لعام 2016

"مهارات" - بيروت، 29 نوفمبر 2016

استضافت بيروت اليوم النسخة الأولى من المؤتمر الدولي بعنوان "ديمومة الإعلام الرقمي: مقاربات من الشرق الأوسط والعالم" لعام 2016، من تنظيم مؤسسة "مهارات" وأكاديميّة "دوتشيه فيلليه"، ويستمر المؤتمر لثلاثة أيام من 29 تشرين الثاني/نوفمبر إلى الأول من كانون الأول/ديسمبر 2016، في الكراون بلازا الحمراء.

شارك في المؤتمر في يومه الأول أكثر من 50 خبيراً وناشطاً وفاعلاً في مجال الإعلام الرقمي من حول لاعالم، وتطرقت النقاشات وورش العمل الى البيئة الملائمة لإنشاء واستدامة إعلام مستقل ومتعدّد وكيفية تحقيق ديمومة ماليّة ونوعيّة للإعلام الرقمي.

مخايل

ألقت كلمة الافتتاح المديرة التنفيذية لمؤسسة "مهارات" في لبنان رولى مخايل، ورحّبت بجميع المشاركين من أميركا وأفريقيا والشرق الأوسط. قالت: "يكتسب هذا المؤتمر أهمية بالنسبة لمؤسسة مهارات، نحن سعداء أننا وضعنا مع شركائنا في دوتشيه فيلليه برنامج المؤتمر، خصوصاً أن موضوع الإعلام الرقمي بات يهمّ جميع وسائل الإعلام". وأضافت: "لماذا نهتم؟ لأننا نؤمن بدور الإعلام في المجتمعات الديموقراطية لمراقبة السلطة ومكافحة الفساد وإعلام المواطنين بما يحدث حولهم. لقد شكّل الإعلام الرقمي فرصة للشرق الأوسط ولطالما تميّز لبنان عن محيطه حيث يسيطر الإعلام الرسمي غير المتعدّد".

وأكّدت مخايل أنه "ثمة فرصة لتكوين مشهد إعلامي جديد متنوّع ومتعدّد خصوصاً مع التغييرات السياسية التي تشهدها المنطقة". وتابعت "نهتم أيضاً بدعم بيئة ملائمة للإعلام من ناحية حرية الإعلام وخصوصاً الإعلام الرقمي، وقد حرصنا في "مهارات" على حرية إنشاء المواقع الإلكترونية من خلال مشروع قانون الإعلام الجديد الذي سبق وقدمناه إلى المجلس النيابي، لمنع محاولة وضع اليد على الإعلام الإلكتروني عبر العمل بإعطاء التراخيص للمواقع".

واعتبرت أن دعم مؤسسة "مهارات" للمؤتمر "يتعلّق بدعمها للمحتوى الجيّد الذي يساهم في تشكيل رأي المواطنين ضمن حقهم بالإطلاع والوصول إلى المعلومات". مؤكدة "أن هذا المؤتمر يشكّل مساحة لتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين فكلّ منهم آتٍ من واقع سياسي واقتصادي خاص به".

وأكدت أن "مؤسسة مهارات تعمل على حماية حرية التعبير على الانترنت والمحتوى الرقمي"، مشدّدة على ضرورة تعاون القطاع الخاص والشركات الإلكترونية الكبرى.

وختمت "نلتزم بالإعلام الرقمي وبتحقيق ديمومته، لأن الكثير من المؤسسات تعاني من صعوبات ماليّة واقتصادية، فنحن في لبنان نعاني من صرف جماعي لعديد من الصحافيين الزملاء".

راهيه

ثم تحدّث يانس أويه راهيه، نائب رئيس أكاديمية دوتشيه فيلليه الألمانية في الشرق الأوسط وشال أفريقيا، قال: "أود أن أشكركم على كل الجهود التي بذلتموها لحضور هذا المؤتمر في هذه المدينة". وأضاف "ما من حلول واحدة لتحقيق الاستدامة النوعية والمالية للإعلام. هذا لمؤتمر يهدف إلى تسهيل تبادل الأفكار والخبرات والممارسات الفضلى وعلينا التشارك بها".

وأعرب راهيه عن سروره "لأن المؤتمر يجمع خبراء من حول العالم مستخدمين شبكة "مهارات" العريقة في الشرق الأوسط". وشدّد على إيمان الأكاديمية "بإعلام يقدم معلومات متنوّعة وموثوقة ويسمح بتبادل الأفكار بين كافة طبقات الشعب وبينها وبين الحاكم". وأكّد أن بعض الوسائل الإعلامية يفشل في السوق، إذ نعلم أن وسائل الإعلام ذات النوعية الجيّدة تعاني في السوق ومن المبيعات خصوصاً أنها تمتنع عن نشر معلومات تتعارض وأخلاقياتها". وختم "استفيدوا من وجودكم في هذا البلد وهذه المدينة لأنها رمز للثقافة والإبداع والعزيمة والصمود".

ماتهاينسن

وكانت كلمة لتورج ماتهاينسن، مسؤول وحدة التعاون  الاقتصادي والتنمية في السفارة الألمانية في بيروت، رحّب فيها بجميع الحاضرين "في بيروت المدينة المتنوّعة والجميلة التي تعتبر المكان المثالي لعقد هكذا مؤتمر"، شاكراً المنظمين للمؤتمر إذ يعالج موضوع استدامة الإعلام "في ظل المشاكل المالية والقيود والأزمة التي يعاني منها الإعلام حول العالم".

واعتبر "أن لبنان يواجه تحدّيات كبيرة خصوصاً أزمة النازحين السورين الذين بلغ عددهم 2.5 مليون لاجئ سوري إضافة إلى اللاجئين الفلسطينين". وقال: "نرى أنهثمة تعايش وسلام في لبنان رغم كل الاختلاف، كما توجد مجموعات تمتنع عن ترويج العنف والكره حتى عندما يكون الخطاب سلبياً".

وشكر ماتهاينسن المجتمع اللبناني لتقبّله هذا الاختلاف والرأي الآخر منوّها بلبنان البلد المحافظ على كل هذه القيم رغم التحديات الكبيرة. معتبراً أن بيروت "أصبحت حاضنة للإعلام في الشرق الأوسط، إذ لا زلنا نشهد حرية في التعبير وتنوعاً عبر استضافة سكان مختلفين والتعايش بين طوائف مختلفة، الأمر الذي للأسف لا ينطبق على البلدان المجاورة في المنطقة". وأعلن أنه "اضطررنا إلى نقل المؤتمر إلى لبنان كما ثمة الكثير من المؤسسات الإعلامية الألمانية التي نقلت مراسليها إلى لبنان حيث توجد مساحة لحرية التعبير".

وعن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، قال: "سنركّز اليوم على فكرة المسؤولية، الكل يملك حسابات على هذه المواقع وقد أصبحت المعايير مختلفة ومرتبطة بالنوعيّة وبالصحافة المسؤولة. لم تعتد المعايير محترمة الأمر الذي أثّر في النوعيّة والمحتوى في وسائل الإعلام التي تسعى إلى رفع نسة المشاهدة وزيادة عدد الجمهور لتحقيق الاستدامة. لكن من المهم الجمع بين الصحافة المسؤولة من جهة والاستدامة المالية من جهة ثانية. والأهم أنه علينا إشراك الفئات المستضعفة في المجتمع لتعبر عن أفكارها وآرائها".

 

ثم عرض فيلم عن ديمومة الإعلام الرقمي يلخص أبرز النقاط التي سيناقشها المؤتمر، من إعداد خالد الكاوتيت وفلوريين ميتكي من أكاديمية دوتشيه فيلليه.